خير من أن يمتلئ شعرا » [١] فإنّ امتلاء البطن كناية عن الشعر الكثير ، فيدلّ بمفهومه على عدم البأس بالشعر القليل. وهو ليس ببعيد ، لجريان مناط الأقوال فيه كما في الكلمات المتضمّنة معنى الشرط في النزاع السابق.
وهل الحال داخل في النزاع أو لا؟ صرّح بدخوله بعض الأفاضل [٢] إلاّ أنّ الظاهر من كلماتهم اختصاص النزاع بما كان قيدا للموضوع لا الحكم ، بل يحتمل إلحاقه بمفهوم الشرط ، فإنّ قولك : « اضرب زيدا قائما » بمنزلة قولك : « إن كان قائما فاضربه ».
والإنصاف أنّ مناط الأقوال موجود فيه ، بل ربما يحكى عن بعضهم [٣] عدّ جميع جهات التخصيص منه ، فالمعدود والمحدود موصوفان بالعدّ [٤] والحدّ ، إلاّ أنّ وجود المناط ممّا ينهض وجها للإلحاق لا للإدخال.
ولا فرق فيما ذكرنا بين اعتبار الوصف في كلام إنشائي أو خبري ، وما يوجد في بعض كلماتهم من الاختصاص فمحمول على المثال.
ثمّ إنّ الوصف قد يكون مساويا للموصوف ، وقد يكون أخصّ مطلقا ، وقد يكون أخصّ من وجه. فعلى الأوّل لا وجه للنزاع المذكور ، لعدم تحقّق موضوعه ، كما إذا كان أعمّ. وعلى الثاني فالنزاع جار. وعلى الثالث فهل يجري فيه النزاع بالنسبة إلى الافتراق من جانب الوصف كما يظهر من بعض الشافعيّة ـ حيث قال : إنّ قولنا : « في الغنم السائمة زكاة » يدلّ على عدم الزكاة
[١] الوسائل ٥ : ٨٣ ، الباب ٥١ من أبواب صلاة الجمعة ، الحديث ٣. [٢] وهو صاحب هداية المسترشدين ٢ : ٤٦٩. [٣] لم نعثر عليه. [٤] في ( ع ) : « بالعدد ».