وجعله في محكي التمهيد [١] هو الحق عندنا ، وفي المعالم [٢] هو قول الأصحاب الذين وصل إلينا كلامهم ، وادّعى على ذلك الإجماع صريحا المحقق الثاني في محكي حاشية الشرائع [٣] ، وكذا علم الهدى في محكي الذريعة [٤] بناء على أنّ « عندنا » صريح من مثله في دعوى الإجماع.
وذهب صاحب الفصول [٥] إلى القول الثاني ، أعني التخيير ، وفاقا للحاجبي [٦] والعضدي [٧] والقاضي [٨] وجماعة من الاصوليين والفقهاء على ما حكي عنهم [٩].
والحقّ الذي لا ينبغي الارتياب فيه هو الأوّل [١٠] ... عن لزوم تقليد الأفضل ، لكن العنوان الذي يتكلّم فيه الآن هو ما إذا علم اختلاف الفاضل والمفضول ، ثمّ التكلّم بعد الفراغ عن المسألة في أطرافها التي منها صورة الجهل بالاختلاف.
[ تقرير الأصل في المسألة ] :
وينبغي أوّلا تقرير الأصل في المسألة ، فنقول : لا شبهة في أنّ المسألة اصوليّة يبحث فيها عن الطريق الموصل إلى الأحكام الشرعيّة في حقّ المقلّد ،
[١] تمهيد القواعد : ٣٢١ ، القاعدة ١٠٠. [٢] معالم الدين : ٢٤٦. [٣] حاشية الشرائع ( مخطوط ) ، الورقة ٩٩. [٤] الذريعة ٢ : ٨٠١ ، وليس فيه لفظ « عندنا ». [٥] الفصول : ٤٢٣. [٦][٧] انظر المختصر وشرحه للعضدي : ٤٨٤. [٨] حكى عنه الغزالي في المستصفى ٢ : ٣٩١ ، وذهب نفسه إلى الأوّل. [٩] حكى عنهم العلاّمة في نهاية الوصول ( مخطوط ) : ٤٤٧. [١٠] لا يخفى ما في الكلام من الاختلال ، ولعلّ في الكلام سقطا.