الحقّ إمكان شمول الخطاب للمعدومين على وجه الحقيقة ، وتوضيح المرام بعد رسم أمور :
الأوّل : اعلم أنّ كلماتهم قد اختلفت في تحرير العنوان فقال في المعالم : ما وضع لخطاب المشافهة نحو « يا أيّها الناس » و « يا أيّها الذين آمنوا » لا يعمّ بصيغته من تأخّر عن زمن الخطاب وإنّما يثبت حكمه لهم بدليل آخر [١].
وظاهر المثالين ـ ولو بعد تصرّف في الثاني بتجريده عن الماضويّة ، أو بالقول بأنّ المناط اتّصافهم بالإيمان حال وجودهم وتعبير الماضوية بالنسبة إليها ، كما قيل [٢] ـ اعتبار أن يكون في تلو أداة الخطاب لفظ شامل للمتأخّر عن زمن الخطاب لو لا المخاطبة [٣] فيرجع النزاع إلى أنّ لفظ « الناس » بعده توجيه لغير المخاطب في نفسه هل يصلح له بعد الخطاب أيضا لعدم ما يقضي بالتقييد والتخصيص ، أو لا يصلح لاقتضاء أداة الخطاب ذلك؟ وقال بعض الأجلّة في فصوله : اختلفوا في أنّ الألفاظ التي وضعت للخطاب كـ « يا أيّها الناس » و « يا أيّها الذين آمنوا » هل يكون خطابا لغير الموجودين ويعمّهم بصيغته أو لا [٤].
[١] معالم الاصول : ١٠٨. [٢] لم نعثر عليه. [٣] في ( ع ) : « المخاطب ». [٤] الفصول : ١٧٩.