وخلاصة ما نستفيده من ظاهر الآية هو وساطة الملك في التلقّي عنه تعالى ما يشاء إبلاغه إلى عباده ، فيقوم هذا الملك بوحي ما أمِر به ناقلاً كلام اللّه تعالى ، وهذه الطريقة في الوحي هي أشهر وجوه الوحي الإلهي وأكثرها ورودا في القرآن الكريم بل إن القرآن الكريم نفسه أوحِيَ بهذه الطريقة ، قال تعالى : «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ» [٢].
وعلى هذا فطريقة قيام الملك بتبليغ ما أمره اللّه تعالى به بما يظهر كونه مصدرا ينسب إليه قيامه بعملية الوحي ، أما ما تدل عليه الآية من دلالات أخرى وأهمها أن تكون هذه الطريقة من وساطة الملائكة هي أحد وجوه الوحي الإلهي المتعددة فستكون للبحث معها وقفة في المباحث التالية ضمن مواضيع صور وأشكال الوحي النبوي والمحمدي.
٢ ـ قال تعالى في سورة النجم : «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى» [٣]. وقد اختلف المفسرون في الفاعل المقصود بالفعل أوحى الأولى فقال بعضهم : إن الفاعل هو اللّه أوحى إلى عبده محمد 9 أو جبريل ، ومن هؤلاء ابن عباس والربيع والحسن وقتادة [٤].
[١] القرآن في الإسلام / السيد محمد حسين الطباطبائي : ١٠٩. [٢] سورة الشعراء : ٢٦ / ١٩٣ ـ ١٩٤. [٣] سورة النجم : ٥٣ / ٨ ـ ١٠. [٤][٤] اُنظر : جامع البيان / الطبري ٢٧ : ٢٦.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 81