ج ـ حثّه الإنسان ودفعه إلى المعصية وتزيينها له ، قال تعالى : « .. وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ » [٢].
وغيرها من الآيات الكريمة التي نجد من خلالها أن تأثير الشيطان وإلقاءه إنّما يستهدف دائما مدركات النفس الإنسانية وقواها ، وليس أدَلّ على ذلك من قوله تعالى في وصفه بأنّه : «يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ» [٣].
إذ أنّ المراد بالصدور هنا هي النفس (لأنّ متعلّق الوسوسة هو مبدأ الإدراك من الإنسان وهو نفسه) [٤].
.. عن ابن عباس : « إنّ اللّه تعالى جعلهم [أي الشياطين] يجرون من بني آدم مجرى الدم ، وصدور بني آدم مساكن لهم .. » [٥].
ولا شكّ أنّ لهذا السلطان الذي أعطاه تعالى للشيطان في إبقائه إلى يوم القيامة حكمة وسرّا من أسراره تعالى لما فيه من امتحان للبشر ، وهذا ما تشير إليه الآيات الكريمة ، قال تعالى : «قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَءُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ
[١] سورة الأنعام : ٦ / ٦٨. [٢] سورة العنكبوت : ٢٩ / ٣٨. [٣] سورة الناس : ١١٤ / ٥. [٤] الميزان / الطباطبائي ٢٠ : ٣٩٧. [٥] مجمع البيان / الطبرسي ٨ : ٤٠٩.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 45