نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 43
لَهُمْ وَمَايَسْتَطِيعُونَ» [١]. وهم لايستطيعون لأنّ الوحيالإلهي محروس محفوظ من وصولهم إليه ، إذيُرجَمون لوحاولوا ، قال تعالى : «إِنَّازَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلاَءِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ» [٢]. وما دام الوحي محروسا فلا سبيل للشيطان إليه إلاّ ما استثني من استراقه السمع ، فالشياطين تصعد إلى السماء محاولة استراق السمع لما يدور في الملأ الأعلى وهو عالم الملائكة ، إذ يقتربون منه (للاطلاع على أسرار الخلقة والحوادث المستقبلة) [٣]. وهؤلاء ممن يسترقون السمع يجدون بانتظارهم حفظة الوحي وحراسه الذين يقذفون تلك الشياطين بالشهب ، قال تعالى : « ... إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ » [٤].
وإذا كانت الصفة المطلقة لهذا الوحي الشيطاني أنّه كذب فإنّ هناك من الأخبار ما يتضمن مغيبات وأسرارا يصدق أخبارهم فيها وهي مما لا مصدر له إلاّ بوحي إلهي : وقد قال المفسرون في ذلك : إن بعض هؤلاء الشياطين ممن يسترقون السمع فيُقذَفون بالشهب يأتي أصحابه فيبلّغهم ما استرقه من أخبار قبل أن يهلك ... عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس 2 قال : « تصعد الشياطين أفواجا تسترق السمع فينفرد المارد منها ، قال تعالى : «وَحِفْظاً مِن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ» [٥] فيعلو فيرمى بالشهاب فيصيب جبهته أو جبينه أو حيث شاء اللّه
[١] سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٠ ـ ٢١١. [٢] سورة الصافّات : ٣٧ / ٦ ـ ٨. [٣] انظر : الميزان / الطباطبائي ١٧ : ١٢٣ ـ ١٢٥. [٤] سورة الحجر : ١٥ / ١٨. [٥] سورة الصافّات : ٣٧ / ٧.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 43