وقال البيضاوي في
الأولى « فَلا تُعْجِبْكَ »
« إلخ » فإن ذلك استدراج
ووبال لهم كما قال « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها »
، بسبب ما يكابدون لجمعها
وحفظها من المتاعب وما يرون فيها من الشدائد والمصائب
« وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ »
أي فيموتوا كافرين
مشتغلين بالتمتع عن النظر في العاقبة فيكون ذلك استدراجا له ، وقال في الأخرى :
تكرير للتأكيد والأمر حقيق به فإن الأبصار طامحة إلى الأموال والأولاد ، والنفوس
مغتبطة عليها ، ويجوز أن يكون هذه في فريق غير الأول.
« وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ »
قال في الكشاف : أي نظر
عينيك ومد النظر تطويله وإن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه وتمنيا أن يكون له
مثله ، وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه ، وذلك مثل نظر من باده الشيء بالنظر
ثم غض الطرف وقد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة وعدد
الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك ، لأنهم اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة
فالناظر إليها محصل لغرضهم وكالمغرى لهم على اتخاذها.
« أَزْواجاً مِنْهُمْ »
قال البيضاوي : أصنافا من
الكفرة ويجوز أن يكون حالا من الضمير والمفعول منهم أي إلى الذي متعنا به ، وهو
أصناف بعضهم وناسا منهم « زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا » منصوب بمحذوف دل عليه متعنا أو به على تضمينه معنى أعطينا
أو بالبدل من محل به أو من أزواجا بتقدير مضاف وذويه ، أو بالذم وهي الزينة
والبهجة « لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ »
لنبلونهم ونختبرهم فيه أو
لنعذبهم في الآخرة بسببه «
وَرِزْقُ
رَبِّكَ » وما ادخره لك في الآخرة أو ما رزقك من الهدى والنبوة
« خَيْرٌ »
مما منحهم في الدنيا
« وَأَبْقى »
فإنه لا ينقطع وإنما
ذكرنا تتمة الآيتين لأنهما مرادتان
[١] سورة التوبة :
٥٦. وفي المصحف « فلا تعجبك » كما تنبّه به الشارح (ره).
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 8 صفحه : 321