درع وجنة في مثل
هذا الموضع « حافظ » أي ملك حافظ لأعماله وملائكة واقية له من البلايا دافعة
لها عنه كما قال تعالى : « لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ »
[١] وروي علي بن إبراهيم في تفسيرها عن أبي الجارود عن أبي
جعفر عليهالسلام
« مِنْ
أَمْرِ اللهِ » يقول : بأمر الله من أن يقع في ركي [٢] أو يقع عليه حائط أو يصيبه شيء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه يدفعونه
إلى المقادير ، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان يحفظانه بالنهار يتعاقبانه ،
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إنما نزلت « له معقبات من خلفه ورقيب من بين
يديه يحفظونه بأمر الله ».
وقال الطبرسي (ره)
في سياق الوجوه المذكورة في تفسيرها : والثاني أنهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى
ينتهوا به إلى المقادير فيحولون بينه وبين المقادير عن علي عليهالسلام ، وقيل : هم عشرة أملاك على كل آدمي يحفظونه من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من
أمر الله أي يطوفون به كما يطوف الموكل بالحفظ ، وقيل يحفظون ما تقدم من عمله وما
تأخر إلى أن يموت فيكتبونه ، وقيل : يحفظونه من وجوه المهالك والمعاطب ، ومن الجن
والإنس والهوام ، وقال ابن عباس : يحفظونه مما لم يقدر نزوله ، فإذا جاء المقدر
بطل الحفظ ، وقيل : من أمر الله أي بأمر الله ، وقيل : يحفظونه عن خلق الله فمن
بمعنى عن ، قال كعب : لو لا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم
وعوراتكم لتخطفنكم الجن ، انتهى.
وروى الصدوق (ره)
في التوحيد بإسناده عن أبي حيان التميمي عن أبيه وكان مع علي عليهالسلام يوم صفين ومعاوية مستقبلة على فرس له يتأكل تحته تأكلا