نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 333
قال سمعت أبا عبد
الله عليهالسلام يقول إن رسول الله صلىاللهعليهوآله صلى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي
برأسه مصفرا لونه قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله كيف أصبحت يا فلان قال أصبحت يا رسول الله موقنا فعجب رسول الله صلىاللهعليهوآله من قوله وقال إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك فقال إن يقيني يا رسول الله
هو الذي أحزنني وأسهر ليلي وأظمأ
«
فنظر إلى شاب » كأنه الحارثة الآتي في الخبر الثاني « وهو يخفق ويهوي برأسه » للنعاس بكثرة العبادة في الليل في القاموس : خفقت الراية
ينخفق وتخفق وخفقا وخفقانا محركة اضطربت وتحركت ، وفلان حرك رأسه إذا نعس كأخفق
وقال : هوى هويا سقط من علو إلى سفل ، انتهى.
فقوله : ويهوي
برأسه كالتفسير لقوله : يخفق ، أو مبالغة في الخفق إذ يكفي فيه الحركة القليلة ونحف كتعب وقرب نحافة : هزل « كيف أصبحت » أي على أي حال دخلت في الصباح ، أو كيف صرت « فعجب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » كتعب أي تعجب منه لندرة مثل ذلك ، أو أعجبه وسر به قال
الراغب : العجب والتعجب حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء ولهذا قال بعض
الحكماء : العجب ما لا يعرف سببه ولهذا قيل : لا يصح على الله التعجب إذ هو علام
الغيوب ، ويقال : لما لا يعهد مثله عجب ، قال تعالى : «
أَكانَ
لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا »
[١]
« كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً »
[٢]
« إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً »
[٣] أي لم نعهد مثله ولم نعرف سببه ، ويستعار تارة للمؤنق
فيقال أعجبني كذا أي راقني ، وقال تعالى : «
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ »
[٤].
«
إن لكل يقين » أي فرد من أفراده أو صنف من أصنافه « حقيقة فما حقيقة يقينك » من أي نوع أو صنف ، أو لكل يقين علامة تدل عليه فما علامة
يقينك كما مر « هو الذي
أحزنني » أي في أمر الآخرة « وأسهر ليلي » لحزن الآخرة أو