الإنسان ويعتبره
ليستدل به على غيره ، والموعظة تذكير ما يلين القلب ، وموعظة العبرة أن تعظ العبرة
الإنسان فيتعظ بها
« وسنة الأولين » السنة السيرة محمودة كانت أو مذمومة ، أي معرفة سنة الماضين وما آل أمرهم
إليه من سعادة أو شقاوة فيتبع أعمال السعداء ويجتنب قبائح الأشقياء.
ثم بين عليهالسلام فوائد هذه الشعب وكيفية ترتب اليقين عليها فقال : فمن أبصر الفطنة أي جعلها بصيرة أو نظر إليها وأعملها ، كان من لم يعملها
ولم يعمل بمقتضاها لم يبصرها ، وفي سائر الكتب تبصر في الفطنة وهو أظهر « عرف الحكمة » وفي النهج تبينت له الحكمة ، وفي التحف تأول الحكمة ، وفي
المجالس تبين الحكمة والكل حسن ، وقال الكيدري : تبصر أي نظر وتفكر ، وصار ذا
بصيرة وقال : الحكمة العلم الذي يدفع الإنسان عن فعل القبيح ، مستعار من حكمة
اللجام ، ومن تأول الحكمة وعرفها كما هي ، عرف العبرة بأحوال السماء والأرض
والدنيا وأهلها ، فتحصل له الحكمة النظرية والعملية ، وفي النهج : ومن تبينت له
الحكمة ، وفي المجالس : ومن تبين الحكمة.
«
ومن عرف العبرة عرف السنة » أي سنة الأولين وسنة الله فيهم ، فإنها من أعظم العبر « ومن عرف السنة
فكأنما كان مع الأولين » في حياتهم أو بعد موتهم أيضا فإن المعرفة الكاملة تفيد فائدة المعاينة لأهلها
، وفي التحف فكأنما عاش في الأولين وفي النهج : ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين
« واهتدى » أي بذلك «
إلى التي «
هِيَ
أَقْوَمُ » أي الطريقة التي
هي أقوم الطرائق.
ثم بين عليهالسلام كيفية العبرة فقال : «
ونظر إلى من نجا » أي من الأولين «
بما نجا » من متابعة
الأنبياء والمرسلين والأوصياء المرضيين والاقتداء بهم علما
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 317