«
فذلك الحق » أي ما وصفت لك من
صفة الإسلام حق ، أو ذلك إشارة إلى الإسلام ، أي فلما كان الإسلام متصفا بتلك
الصفات فهو الحق الثابت الذي لا يتغير أو لا يشوبه باطل ، أو ذلك هو الحق الذي قال
الله تعالى : « أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا
الْأَلْبابِ » [١] وقوله :
سبيله الهدى ، استيناف بياني
أو الحق صفة لاسم الإشارة ، وسبيله الهدى خبره أي هذا الدين الحق الذي عرفت فوائده
وصفاته سبيله الهدى كما قيل في قوله سبحانه : «
أُولئِكَ
عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ » [٢] وكأنه إشارة إليه أيضا ، والمراد بالهدي الهداية الربانية الموصلة إلى
المطلوب.
«
ومأثرته المجد » المأثرة بفتح الميم وسكون الهمزة وضم الثاء وفتحها واحدة المآثر ، وهي
المكارم من الأثر وهو النقل والرواية لأنها تؤثر وتروى ، وفي القاموس : المكرمة
المتوارثة ، والمجد نيل الكرم والشرف ، ورجل ماجد أي كريم شريف ، ويطلق غالبا على
ما يكون بالآباء فكان المعنى أنه يصير سببا لمجد صاحبه حتى يسري في أعقابه أيضا « وصفته الحسنى » أي موصوف بأنه أحسن الأخلاق والأحوال والأعمال ، وفي
المجالس بعد قوله : وجنة لمن صبر : الحق سبيله والهدى صفته ، والحسنى مأثرته ، وفي
التحف فالإيمان أصل الحق وسبيله الهدى.
«
فهو أبلج المنهاج » وفي المنهج : المناهج ، في القاموس : بلج الصبح أضاء وأشرق كابتلج وتبلج
وأبلج ، وكل متضح أبلج ، والنهج والمنهج والمنهاج : الطريق الواضح ، وأنهج وضح
وأوضح ، وفي النهج بعده : واضح الولائج ، أي