نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 265
من قدم الله قلت
أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الإيمان فقال قول الله
عز وجل : « سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللهِ وَرُسُلِهِ » [١] وقال « السَّابِقُونَ
كان زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالأواخر من كان بعد ذلك ، ويكون سبب فضل الأوائل صعوبة قبول الإسلام وترك
ما نشأوا عليه في تلك الزمن ، وسهولته فيما بعد استقرار الأمر وظهور الإسلام
وانتشاره في البلاد ، مع أن الأوائل سبب لاهتداء الأواخر إذ بهم وبنصرتهم استقر ما
استقر وقوي ما قوي وبأن ما استبان والله المستعان ، انتهى.
قوله
: أخبرني عما ندب الله ، لما دل كلامه عليهالسلام سابقا على أنه تعالى طلب منهم الاستباق إلى الإيمان سأله
الراوي عن الآيات الدالة عليه. «
سابِقُوا إِلى
مَغْفِرَةٍ » كذا في سورة الحديد ، وفي سورة آل عمران : «
وَسارِعُوا
إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ »
[٢] وكان مقتضى الجمع بين الآيتين أن المراد بالمسارعة
المسابقة ، أي سارعوا مسابقين إلى سبب مغفرة من ربكم من الإيمان والأعمال الصالحة
« وَجَنَّةٍ »
أي إلى جنة
« عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ »
وفي آل عمران
« عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ ».
قال المحقق
الأردبيلي قدسسره : كنى بالعرض عن مطلق المقدار وهو متعارف ، ونقل على ذلك الإشعار في مجمع
البيان ، أو لأنه لما علم أن عرضه الذي هو أقل من الطول عرفا في غير المساوي علم
أن طوله أيضا يكون إما أكثر أو مثله.
وقال القاضي : ذكر
العرض للمبالغة في وصفها بالسعة على طريق التمثيل لأنه دون الطول ، وعن ابن عباس
كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض ، وظاهر الآية وجوب المسارعة أو رجحانها
إلى الطاعة الموجبة للدخول في الجنة وأعظمها الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم
الآخر والترقي إلى مقاماتها العالية.
« أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ
وَرُسُلِهِ » ظاهر هذه الآية وغيرها من الآيات