نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 263
ولكن بدرجات
الإيمان قدم الله السابقين وبالإبطاء عن الإيمان أخر الله المقصرين لأنا نجد من
المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلاة وصوما وحجا وزكاة
وجهادا وإنفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم
ومكملاته للسابقين
على اللاحقين ، فاللحوق في صورة المساواة ، والتقدم في صورة زيادة إيمان اللاحقين
على إيمان السابقين ، والحال أنه ليس كذلك فإن لهم بالتقدم الزماني فضلا عليهم ،
فالمراد بالفضل ما هو غير السبق الزماني ، وقوله : ولكن إضراب عن قوله : نعم
ولتقدموهم « إلخ ».
أو المراد
بالدرجات ما هو باعتبار السبق الزماني من الأولين أو من بعضهم مقدمين على الأولين
أي مطلقا ، لكن ليس كذلك بل ربما كان بعض الأولين باعتبار السبق أفضل من كثير من
الآخرين وإن كانوا أقل منهم عملا باعتبار تقدمهم وسبقهم وصعوبة الإيمان في ذلك
الزمان ، وبسبب أن لهم مدخلا عظيما في أيمان الآخرين.
والحاصل أن
المسابقة تكون بحسب الرتبة والزمان ، فمن اجتمعا فيه كأمير المؤمنين صلوات الله
عليه فهو الكامل حق الكمال ، والسابق على كل حال ، ومن انتفى عنه الأمران فهو
الناقص المستحق للخذلان والوبال ، وأما إذا تعارض الأمران فظاهر الخبر أن السابق
زمانا أفضل وأعلى درجة من الآخر ، وقال بعض المحققين : الغرض من هذا الحديث أن
يبين أن تفاضل درجات الإيمان بقدر السبق والمبادرة إلى إجابة الدعوة إلى الإيمان.
وهذا يحتمل عدة
معان : أحدها : أن يكون المراد بالسبق السبق في الذر وعند الميثاق كما مر أنه سئل
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأي شيء سبقت ولد آدم؟ قال : إنني أول من أقر بربي إن الله
أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، فكنت أول من أجاب ،
وعلى هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة وأواخرها أوائلها وأواخرها في الإقرار
والإجابة هناك فالفضل للمتقدم في قوله بلى ، والمبادرة إلى
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 263