نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 124
٣ ـ علي بن
إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « قالَتِ الْأَعْرابُ
آمَنَّا قُلْ لَمْ
« قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا »
قال البيضاوي : نزلت في
نفر من بني أسد ، قدموا المدينة في سنة جدبة وأظهروا آله الشهادتين ، وكانوا
يقولون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان
، يريدون الصدقة ويمنون « قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا »
إذ الإيمان تصديق مع ثقة
وطمأنينة قلب ولم يحصل لكم وإلا لما مننتم على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإسلام وترك المقاتلة كما دل عليه آخر السورة
« وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا »
فإن الإسلام انقياد ودخول
في السلم وإظهار الشهادتين وترك المحاربة يشعر به «
وَلَمَّا
يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ »
توقيت لقولوا ، فإنه حال
عن ضميره أي ولكن قولوا أسلمنا ولم تواطىء قلوبكم ألسنتكم بعد.
وقال الطبرسي قدسسره : «
قالَتِ
الْأَعْرابُ آمَنَّا » أي صدقنا بما جئت به «
قُلْ لَمْ
تُؤْمِنُوا » أي لم تصدقوا على الحقيقة في الباطن
« وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا »
أي أنقذنا واستسلمنا
مخافة السبي والقتل ، ثم بين سبحانه أن الإيمان محله القلب دون اللسان فقال : «
وَلَمَّا
يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ »
قال الزجاج : الإسلام
إظهار الخضوع والقبول لما أتى به الرسول وبذلك يحقن الدم ، فإن كان مع ذلك الإظهار
اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان وصاحبه المسلم المؤمن حقا ، فأما من أظهر قبول
الشريعة واستسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدق وقد أخرج هؤلاء
من الإيمان بقوله : « وَلَمَّا يَدْخُلِ »
إلى آخره ، أي لم تصدقوا
بعد ما أسلمتم تعوذا من القتل فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر ، والمسلم
التام الإسلام مظهر للطاعة ، وهو مع ذلك مؤمن بها ، والذي أظهر الإسلام تعوذا من
القتل غير مؤمن بالحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلمين ، انتهى.
وبالجملة هذه الآية
مما استدل به القائلون بعدم ترادف الإسلام والإيمان ،
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 124