نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 5 صفحه : 133
المؤمنين عليهالسلام والأئمة من بعده هذا في الدنيا وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون ثم قال يا محمد
« وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ
لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ »
بالله وبولاية علي ومن
بعده ثم قال « إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ »
يعني أمير المؤمنين عليهالسلام « وَخَشِيَ
الطبرسي قدسسره : هذا على أحد
الوجهين تشبيه لهم بمن هذه صفته في إعراضهم عن الإيمان وقبول الحق ، وذلك عبارة عن
خذلان الله إياهم لما كفروا فكأنه قال : « وتركناهم مخذولين » فصار ذلك من بين
أيديهم سدا ومن خلفهم سدا وإذا قلنا أنه وصف حالهم في الآخرة فالكلام على حقيقة ،
ويكون عبارة عن ضيق المكان في النار بحيث لا يجدون متقدما ولا متأخرا إذ سد عليهم
جوانبهم ، وإذا حملناه على صفة القوم الذين هموا بقتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فالمراد جعلنا بين أيدي أولئك الكفار منعا ، ومن خلفهم منعا ، حتى لم يبصروا
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقوله : «
فَأَغْشَيْناهُمْ
فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ » أي أغشينا أبصارهم فهم لا يبصرون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد روي أن أبا جهل هم بقتله فكان إذا خرج بالليل لا يراه ويحول الله بينه
وبينه ، وقيل : فأغشيناهم ، أي فأعميناهم فهم لا يبصرون الهدى ، وقيل : فأغشيناهم
بالعذاب فهم لا يبصرون في النار ، وقيل : معناه أنهم لما انصرفوا عن الإيمان
بالقرآن لزمهم ذلك حتى لم يكادوا يتخلصون منه بوجه كالمغلول والمسدود عليه طرقه ،
انتهى.
وأقول : ظاهر الخبر
حمل الجميع على العقوبات الروحانية المعنوية في الدنيا جزاء على تركهم الولاية ،
فإنهم لما تركوا ولاية أهل البيت عليهمالسلام ووالوا أعداءهم سدت عليهم أبواب العلوم والحكم الربانية ،
فصاروا عميا حيارى لا يبصرون طرق الهدى ولا يميزون بين الحق والباطل ، وكل ذلك
لخذلان الله تعالى إياهم بترك الولاية والإعراض عنها ، وفسر عليهالسلام الذكر بأمير المؤمنين عليهالسلام على المثال ، والمراد جميع الأئمة عليهمالسلام ، فإنهم يذكرون الناس ما فيه صلاحهم من علوم التوحيد والمعاد وسائر المعارف
والشرائع والأحكام « وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ »
أي في حال
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 5 صفحه : 133