نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 36
سلك ولتدمعن عليه
عيون المؤمنين ولتكفؤن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله
ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده « بِرُوحٍ مِنْهُ »
[١] ولترفعن
فإن الغيبة امتحان
للشيعة وشدة للتكليف عليهم ، وفي بعض النسخ بصيغة الواحد الغائب المجهول مع النون
، وفي بعضها بدونها ، وعلى التقديرين نسبة الاختبار إليه عليهالسلام مجاز ، ويحتمل أن يكون على بناء المعلوم من محص الصبي كمنع : عدا ومحص مني
هرب ذكرهما الفيروزآبادي ، وفي النعماني : وليخملن ، من قولهم خمل ذكره وصوته
خمولا : خفي ، وهو أظهر.
« حتى يقال » القائل الشيعة القائلون به عند امتداد الغيبة وغلبة اليأس «
مات » الأفعال كلها بتقدير
الاستفهام « ولتكفأن » على بناء المجهول من المخاطب أو الغائب من قولهم : كفأت
الإناء إذا كببته وقلبته كناية عن اضطرابهم وتزلزلهم في الدين لشدة الفتن ، ولعل
المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق ربوبيته ونبوة رسوله وإمامة أهل
بيته كما ورد في الأخبار.
« وكتب في قلبه الإيمان » إشارة إلى قوله تعالى : «
لا تَجِدُ
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ ( أَبْناءَهُمْ أَوْ ) إِخْوانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ
مِنْهُ » وقد مر في باب الأرواح التي فيهم عليهمالسلام : وأيدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله ، وكتابة الإيمان ، قيل : كناية عن
تثبيت الإيمان في قلوبهم بما فعل بهم من الألطاف فصار كالمكتوب ، وقيل : كتب في
قلوبهم علامة الإيمان سمة لمن شاهدهم من الملائكة على أنهم مؤمنون «
وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ » قيل : أي قواهم بنور الإيمان ، وقيل : بنور الحجج والبرهان
، وقيل : بالقرآن الذي هو حياة القلوب ، وقيل : بجبرئيل في كثير من المواطن وقد مر
ما في الخبر وهو أظهر.
« مشتبهة » أي على الخلق لا يدرون أهي حق أم باطل أو متشابهة يشبه
بعضها بعضا ظاهرا ، « حتى لا يدري » على بناء المجهول ، أي مرفوع به أي لا يدري «
أي » منها حق متميزا
« من أي » منها وهو باطل ، أي لا
يتميز الحق منها من الباطل