والنكث نقض البيعة ، والصفقة البيعة ، وفي بعض النسخ صفقة الإمام ، وفي بعضها الإبهام
لمدخليتها في البيعة ، أو لكون الابتداء بها ، قال الجزري : النكث نقض العهد ، وقال
فيه : أكبر الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك ، هو أن يعطي الرجل الرجل عهده وميثاقه ثم
يقاتله ، لأن المتعاهدين يصنع إحداهما يده على يد الآخر كما يفعل المتبايعان ، وهي
المرة من التصفيق باليدين ، وقال فيه : من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم
القيامة وهو أجذم ، أي مقطوع اليد من الجذم وهو القطع ، ومنه حديث علي عليهالسلام : من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ليست له يد.
قال القتيبي : الأجذم هيهنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها وليست اليد أولى بالعقوبة من
باقي الأعضاء ، يقال : رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أعضاؤه من الجذام ، وهو الداء
المعروف ، قال الجوهري : لا يقال للمجذوم أجذم ، وقال ابن الأنباري ردا على ابن
قتيبة : لو كان العقاب لا يقع إلا بالجارية التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني
بالجلد والرجم في الدنيا ، وبالنار في الآخرة.
وقال ابن الأنباري
: معنى الحديث ، : لقي الله وهو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم ولا حجة في يده ، وقول
علي عليهالسلام : ليست له يد أي لا حجة له ، وقيل : معناه لقيه منقطع
السبب ، يدل عليه قوله : القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم ، فمن نسيه قطع سببه.
وقال الخطابي : معنى
الحديث ما ذهب إليه ابن الأعرابي وهو أن من نسي القرآن لقي الله خالي اليد من
الخير ، صفرها من الثواب ، فكني باليد عما تحويه وتشمل عليه من الخير.
قلت : وفي تخصيص
علي بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن ،
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 333