أقول : أكثر
المعاني مناسبة هنا ، وفي بعض النسخ : وذابوا بالذال المعجمة والباء وهو أظهر.
« وأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى » أي متوجهة إلى عالم القدس ، قال الشيخ البهائي رحمهالله في قوله عليهالسلام في رواية الصدوق (ره) : صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة
بالمحل الأعلى أي نفضوا عن أذيال قلوبهم غبار التعلق بهذه الخربة الموحشة الدنية ،
وتوجهت أرواحهم إلى مشاهدة جمال حضرة الربوبية ، فهم مصاحبون بأشباحهم لأهل هذه
الدار وبأرواحهم للملائكة المقربين الأبرار ، وحسن أولئك رفيقا.
« فعلماؤهم » أي الأئمة عليهماالسلام «
وأتباعهم » من العلماء التابعين لهم ويكن تعميم الأول ليشمل خواص
أصحابهم أيضا ، والثاني بحيث يشمل سائر الشيعة التابعين لعلماء الدين ،
والخرس بالضم : جمع الأخرس كالصمت جمع الأصمت ، والثاني تفسير للأول
والمعنى أنهم يعملون
بالتقية ولا يظهرون الحق في غير محله « وسيحق الله
الحق » السين للتقريب أو للتحقيق
، وإحقاق الحق إثباته وجعله غالبا [١] على الباطل ، وقد
مر تأويل الكلمات بالأئمة عليهمالسلام ، وفسرها المفسرون بالآيات القرآنية ، أو بتقدير الله
تعالى ، وهذا تضمين لقوله سبحانه : « وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ
يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ، لِيُحِقَّ
الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ »
[٢].
« ها » قيل : حرف تنبيه ينبه به المخاطب على ما يساق إليه من
الكلام ، وتكريرها للتأكيد وقيل : ها ، ها ، حكاية البكاء بصوت عال.
أقول : ويحتمل أن
يكون كناية عن التنفس العالي ليوافق نسخ النهج وغيره