وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أعلمنا بأن القائم من ولده يجب اتباعه وقبول أحكامه ، فنحن إذا صرنا إلى
ما يحكم فينا وإن خالف بعض الأحكام المتقدمة غير عاملين بالنسخ لأن النسخ لا يدخل
فيما يصطحب الدليل.
الحديث
الثالث : موثق «
بما تحكمون » قيل : إثبات ألف «
بما » شاذ أو بإشباع الفتحة « إذا حكمتم » على بناء المجرد المعلوم أو على بناء التفعيل المجهول
والمال واحد ، أي قدرتم على الحكم بين الناس وجعل الحكم إليكم «
وحكم داود » أي الحكم بالواقع.
والذي يظهر من
الأخبار هو أن داود عليهالسلام لم يستمر على هذا بل حكم به في بعض الوقائع ، وسيأتي في
كتاب القضاء عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن داود عليهالسلام قال : يا رب أرني الحق كما هو عندك حتى أقضي به ، قال : إنك
لا تطيق ذلك فألح على ربه حتى فعل ، فجاء رجل يستدعي على رجل فقال : إن هذا أخذ
مالي فأوحى الله عز وجل إلى داود أن هذا المستعدي قتل أبا هذا وأخذ ماله فأمر داود
بالمستعدي فقتل وأخذ ماله ودفعه إلى المستعدى عليه ، قال : فعجب الناس وتحدثوا حتى
بلغ داود عليهالسلام ودخل عليه من ذلك ما كره ، فدعا ربه أن يرفع ذلك ففعل ، ثم
أوحى الله عز وجل إليه أن احكم بينهم بالبينات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به.
وروى الراوندي (ره)
في القصص بإسناده الصحيح إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : كان على عهد داود
عليهالسلام سلسلة يتحاكم الناس إليها ، وإن رجلا أودع رجلا جوهرا
فجحده فدعاه إلى السلسلة فذهب معه إليها وقد أدخل الجوهر في قناة [١] فلما أراد أن يتناول السلسلة قال له : أمسك هذه القناة حتى آخذ السلسلة
فأمسكها ودنا الرجل من السلسلة فتناولها وأخذها وصارت في يده ، فأوحى الله إلى داود
عليهالسلام أن احكم بينهم بالبينات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به ورفعت
السلسلة.