عليهالسلام استدل بأنه تعالى لما أدى آمنوا بصيغة الماضي ، ويخرجهم
بصيغة المستقبل ، دل على أن المراد ليس الخروج بالإيمان ، ولما كان الظلمات جمعا
معرفا باللام يفيد العموم ، يشمل الذنوب كما يشمل الجهالات ، فإما أن يوفقهم
للتوبة فيتوب عليهم ، أو يغفر لهم إن ماتوا بغير توبة ، ويحتمل التخصيص بالأول
لكنه بعيد عن السياق.
وفي تفسير العياشي
بعد قوله : « إِلَى الظُّلُماتِ »
زيادة وهي : قال قلت : أليس
الله عنى بها الكفار حين قال : « وَالَّذِينَ كَفَرُوا »؟ قال : فقال : وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى
الظلمات ، إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام أي فطرة الإسلام ، فإن
كل مولود يولد على الفطرة ، أو الآية في جماعة كانوا على الإسلام قبل وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فارتدوا بعده باتباع الطواغيت ، وأئمة الضلالة ، فاستدل عليهالسلام على كونه نازلا فيهم بأنه لا بد من أن يكون لهم نور حتى يخرجوهم منه ، وسائر
الوجوه تكلفات ، فالآية نازلة فيهم كما اختاره مجاهد من المفسرين.
ويؤيده ما في
تفسير العياشي ، وكان النكتة في إيراد النور بلفظ المفرد والظلمات بلفظ الجمع ، أن
دين الحق واحد ، والأديان الباطلة كثيرة ، فمن اختار الإيمان دخل في النور الذي هو
الملة القويمة وخرج من جميع الملل الباطلة.
وفي غيبة النعماني
: يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، فأي نور يكون للكافر فيخرج منه ، إنما عنى ، إلى
آخره.
« بولايتهم إياه » في العياشي : إياهم ، وهو أظهر
« مع الكفار » أي مع سائر الكفار
المنكرين للنبوة أيضا.
قوله عليهالسلام
: فأولئك ، في العياشي : فقال
أولئك وهو أصوب.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 217