نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 216
من ظلمات الذنوب
إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله وقال «
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُماتِ » [١] إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من
الله عزوجل
وليهم في نصرتهم
على عدوهم بإظهار دينهم على دين مخالفيهم ، وثالثها : أنه وليهم يتولاهم بالمثوبة
على الطاعة والمجازاة على الأعمال الصالحة.
« يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ »
أي من ظلمات الضلال
والكفر إلى نور الهدى والإيمان ، لأن الضلال والكفر في المنع من إدراك الحق
كالظلمة في المنع من إدراك المبصرات ، ووجه الإخراج هو أنه هداهم إليه ونصب الأدلة
لهم عليه ، ورغبهم فيه ، وفعل بهم من الألطاف ما يقوي دواعيهم إلى فعله.
« وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ
الطَّاغُوتُ » أي يتولى أمورهم الطاغوت ، وهو هيهنا وأحد أريد به الجمع ، والمراد
به الشيطان وقيل : رؤساء الضلالة « يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ
النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ » أي من نور الإيمان والطاعة والهدى إلى ظلمات الكفر والمعصية
والضلال ، أي يغوونهم ويدعونهم إلى ذلك ، وهذا يدل على بطلان من قال : إن الإضافة
الأولى تقتضي أن الإيمان من فعل الله تعالى في المؤمن ، لأنه لو كان كذلك لاقتضت
الإضافة الثانية أن الكفر من فعل الشيطان ، وعندهم لا فرق بين الأمرين أنهما من
فعله ، تعالى الله عن ذلك.
فإن قيل : كيف
يخرجونهم من النور وهم لم يدخلوا فيه؟
قلنا : قد ذكر فيه
وجهان : أحدهما ، أن ذلك يجري مجرى قول القائل أخرجني والدي من ميراثه فمنعه من
الدخول فيه إخراج ، ومثله قوله سبحانه في قصة يوسف عليهالسلام : « إِنِّي تَرَكْتُ
مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ »
[٢] ولم يكن فيها قط والوجه الآخر أنه في قوم ارتدوا عن
الإسلام ، والأول أقوى ، انتهى.
وعلى تفسيره عليهالسلام لا حاجة إلى أكثر التكلفات ، يعني ظلمات الذنوب ، كأنه