وانحطاط المؤمنين
، وهو المراد بقوله : حتى يصير أسفلكم أعلاكم ، وقيل : لفظ الغربلة مستعار لالتقاط آحادهم بالقتل والأذى
كما فعلوا بكثير من الصحابة والتابعين.
وفي نهج البلاغة
وما سيأتي في الروضة بعد ذلك ولتساطن سوط القدر حتى يعود ، والسوط الخلط وساط
القدر بالمسوط والمسواط وهو خشبة يحرك بها ما فيها ليختلط ، والمراد إما الاضطراب
بالفتن حتى يصير الأسفل بحسب الدين في نظر الناس أعلى وبالعكس أو تصير الفتن سببا
لأن يصير العزيز في الدين ذليلا في الدنيا وبالعكس.
وقيل : أشار به
إلى ما يفعله بنو أمية من خلط بعضهم ببعض ، ورفع أراذلهم وحط أكابرهم كما يفعل
بالقدر سائطها.
« وليسبقن سباقون » وفي النهج : سابقون ، الظاهر أن المراد بمن قصر ثم سبق ، الذين
قعدوا عن نصرته عليهالسلام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ومالوا إلى غيره أو شكوا في أمره ممن كان لهم سوابق في
الإسلام أو غيرهم ، ثم هداهم الله إلى المحجة البيضاء ونصروه في حروبه وأطاعوه في
أوامره ونواهيه ، فتسميتهم سباقين بالنظر إلى السابق أو لما يؤول إليه الحال ، وبالطائفة
الثانية من أبطل سوابقه في الإسلام للتقصير في أمره كطلحة والزبر وأشباههما ، فإنه
كانت لهم سوابق في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وبعده أيضا كانوا مائلين إلى أهل البيت عليهمالسلام لبعض الأغراض ، ثم رجعوا في زمانه عليهالسلام لعدم حصول أمانيهم.
ويحتمل أن يراد كل
من انقلب حاله في الأزمنة المستقبلة لتقلب الأحوال ، وقيل : إشارة إلى سبق من كان
قاصرا في أول الإسلام عن الخلافة والإمارة في آخر الزمان إليها ، وتقصير من سبق
إليها عن بلوغها ، ولا يخفى بعده.
وقرأ بعضهم قصروا
وسبقوا على بناء المجهول من التفعيل ، وكذا يسبقن ويقصرن على المجهول من التفعيل
من سبقه إذا عده سابقا ، وقصره إذا عده قاصرا.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 182