وهذا مذهب جمهور
متكلمي أهل العدل وإليه ذهب بنو نوبخت (ره) من الإمامية وأبو القاسم وأبو علي من
المعتزلة انتهى.
أقول : كلامه (ره)
لا يدل إلا على تجويز حقية علم النجوم ، ولا يدل على جواز تعليمه وتعلمه والإخبار
بالكائنات به لغير المعصومين عليهمالسلام ، بل ربما يومئ بعض كلامه إلى المنع كما لا يخفى.
وذكر السيد
المرتضى رضياللهعنه في جواب المسائل السلاوية ـ بعد ما أبطل كونها مؤثرة
بدلائل وبراهين ـ وأما الوجه الآخر وهو أن يكون الله تعالى أجرى العادة بأن يفعل
أفعالا مخصوصة عند طلوع كوكب أو غروبه أو اتصاله أو مفارقته ، فقد بينا أن ذلك ليس
بمذهب المنجمين البتة وإنما يتحملون الآن بالظاهر وأنه قد كان جائزا أن يجري الله
العادة بذلك ، لكن لا طريق إلى العلم بأن ذلك قد وقع وثبت ومن أين لنا طريق أن
الله أجرى العادة بأن يكون زحل أو المريخ إذا كان في درجة الطالع كان نحسا ، وأن
المشتري إذا كان كذلك كان سعدا ، وأي سعد مقطوع به جاء بذلك وأي شيء خبر به
واستفيد من جهته فإن عولوا في ذلك على التجربة ، وأنا جربنا ذلك ومن كان قبلنا
فوجدناه على هذه الصفة ، وإذا لم يكن موجبا فيجب أن يكون معتادا قلنا ومن سلم لكم
صحة هذه التجربة وانتظامها واطرادها ، وقد رأينا خطأكم فيها أكثر من صوابكم وصدقكم
أقل من كذبكم فإلا نسبتم الصحة إذا اتفقت منكم إلى الاتفاق الذي يقع من التخمين
والرجم ، فقد رأينا من يصيب من هؤلاء أكثر مما يخطئ ، وهو على غير أصل معتمد ولا
قاعدة صحيحة.
فإن قلتم : سبب
خطإ المنجم زلل دخل عليه في أخذ الطالع أو في سير الكواكب.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 459