قوله
عليهالسلام : « أهل بيت من العرب » ، أي أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله.
أقول : قد حان أن
نفي لك بما وعدناك سابقا عن تحقيق علم النجوم وتعلمه وتعليمه ، والإخبار بأحكامه
ولنذكر أولا كلام بعض الأصحاب ثم لنورد الأخبار الدالة على الطرفين.
فأما ما ذكره
الأصحاب فقال الشيخ المفيد (ره) في كتاب المقالات ـ على ما نقل عنه السيد ابن طاوس
ـ أقول : إن الشمس والقمر وسائر النجوم أجسام نارية لا حياة لها ولا موت ولا تمييز
خلقها الله تعالى لينتفع بها عباده وجعلها زينة لسماواته وآيات من آياته كما قال
سبحانه : « هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ
بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »[١] وقال تعالى : « وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »[٢] وقال تعالى : « وَعَلاماتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ »[٣] وقال تعالى : « لَقَدْ
زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ »[٤] فأما الأحكام على الكائنات بدلائلها ، والكلام على مدلول حركاتها ، فإن العقل
لا يمتنع منه ولسنا ندفع أن يكون الله أعلمه بعض أنبيائه وجعله علما له على صدقه
غير أنا لا نقطع عليه ، ولا نعقد استمراره في الناس إلى هذه الغاية ، وأما ما نجده
من كلام المنجمين في هذا الوقت وإصابة بعضهم فيه ، فإنه لا ينكر أن يكون ذلك بضرب
من التجربة وبدليل عادة وقد يختلف أحيانا ويخطئ المعتمد عليه كثيرا ، ولا يصح
إصابته فيه أبدا ، لأنه ليس بجار مجرى دلائل العقول ولا براهين الكتاب ، وإخبار
الرسول