نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 223
قال فقلت فقوله عز
وجل : « وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ »[١] قال تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن تقرأ ما قص الله عز وجل عليكم من
خبرهم
ثم المشهور بين
المفسرين أن الله تعالى أمرهم بالمسافرة في الأرض على وجه التدبر والتفكر لأن ديار
المكذبين من الأمم السالفة كانت باقية ، وأخبارهم في الخسف والهلاك كانت شائعة
فإذا ساروا في الأرض وسمعوا أخبارهم وعاينوا آثارهم دعاهم ذلك إلى الإيمان وزجرهم
عن الكفر والطغيان وأما على تأويله عليهالسلام فالمراد بالسير السير المعنوي ، ولعل في الكلام تقدير مضاف
أي تفكروا في قصص أهل الأرض وأحوالهم واقرءوها في الكتاب.
قال الشيخ الطبرسي
(ره) روي عن ابن عباس أنه قال : من قرأ القرآن وعمله سار في الأرض لأن فيه أخبار
الأمم [٢].
قوله
تعالى : « وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ »المشهور بين المفسرين أن هذا خطاب لمشركي العرب ، أي تمرون
في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام على منازل قوم لوط وقراهم بالنهار والليل « أَفَلا تَعْقِلُونَ »فتعتبرون بهم [٣].
قوله
عليهالسلام : « فقرئ » على البناء للمجهول أي إذا قرأت القرآن فكأن الله قرأ عليك
ما قص في كتابه من خبرهم ، فقوله
« عليكم » متعلق بقرء وقص
على التنازع ، ويحتمل على بعد أن يكون المراد قراءة الإمام ، وكان بعض مشايخنا
يقرأ ـ قرأ ـ على المعلوم ، أي قرأ القاري منكم ، وممن عاصرنا كان صحف ، فقرأها ـ قرأ
ـ على صيغة الأمر ، وهو مع عدم استقامته لا يساعده رسم الخط أيضا والصواب ما ذكرنا
أولا.