بينا شيبة والعباس
يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب : فقال : بما ذا تتفاخران فقال العباس لقد
أتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية الحاج ، وقال شيبة أوتيت عمارة المسجد الحرام ،
فقال علي عليهالسلام استحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا ، فقالا : وما
أوتيت يا علي؟ قال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله ، فقام العباس
مغضبا يجر ذيله ، حتى دخل على رسول الله ، وقال أما ترى إلى ما استقبلني به علي ، فقال
صلىاللهعليهوآله : ادعوا لي عليا فدعى له ، فقال : ما حملك على ما استقبلت
به عمك. فقال يا رسول الله ، صدمته بالحق فمن شاء فليغضب ، ومن شاء فليرض ، فنزل
جبرئيل وقال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول أتل عليهم
« أَجَعَلْتُمْ
سِقايَةَ الْحاجِ » [٢] الآيات انتهى.
وقال البيضاوي : السقاية
والعمارة مصدر لسقي وعمر فلا يشبهان بالجثث بل لا بد من إضمار ، تقديره أجعلتم أهل
سقاية الحاج كمن آمن ، أو جعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن ، ويؤيد الأول قراءة من
قرأ سقاة الحاج وعمرة المسجد ، والمعنى إنكار أن يشبه المشركون وأعمالهم المحبطة
بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة ، ثم قرر ذلك بقوله تعالى : « لا
يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ » وبين عدم تساويهم ، بقوله
« وَاللهُ
لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ »[٣].