نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 102
وكان الطاعون يقع
فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم وبقي فيها
الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين
خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت ويقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا
الموت قال فاجتمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون فيهم وأحسوا به خرجوا كلهم من
المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فساروا في
البلاد ما شاء الله.
ثم إنهم مروا
بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم
واطمأنوا بها قال لهم الله عز وجل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح
وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع فمر بهم نبي من
أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال يا رب لو
شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من
خلقك فأوحى الله تعالى إليه أفتحب ذلك
أحدهما : أن معناه
أماتهم الله كما يقال : قالت السماء. فهطلت ، معناه فهطلت السماء ، وقلت برأسي كذا
، وقلت بيدي كذا ، ومعناه أشرت برأسي وبيدي ، وذلك لما كان القول في الأكثر
استفتاحا للفعل ، كالقول الذي هو التسميت وما جرى مجراه مما كان يستفتح به الفعل ،
صار معناه قالت السماء فهطلت أي استفتحت بالهطل ، كذلك معناه هيهنا فاستفتح الله
بإماتتهم.
والثاني : أن
معناه أماتهم بقول سمعته الملائكة لضرب من العبرة
« ثُمَّ
أَحْياهُمْ »قيل : أحياهم الله بدعاء نبيهم حزقيل عن ابن عباس ، وقيل : إنه
شمعون نبي من أنبياء بني إسرائيل [١].
قوله
عليهالسلام : « يلوح » أي يظهر للناس عظامهم المندرسة من غير جلد ولحم.