نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 20 صفحه : 364
عز وجل بذلك
للخلوة فإنها ساعة غرة وخلوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم إن الله سبحانه
نادى كبار المؤمنين ولم يأمرهم بالأمر لهؤلاء ، لأنهم أولياؤهم وهم في طاعتهم ،
فكأنه منهم فعل غيرهم ، فالظاهر أنه أوجب عليهم ذلك ، وجعل تمشيته وإتمامه في
عهدتهم ، فكأنه آكد من الأمر بالأمر. ومما ينبه عليه قوله تعالى : « لَيْسَ عَلَيْكُمْ
وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَ » [١] فإن الظاهر أنه لا يجب على السادات أمرهم وتخويفهم من الترك وزجرهم عنه ،
والسعي في إتمام ذلك بكل ما احتيج إليه في ذلك حسن. والله أعلم.
فهذا الأمر للوجوب
نظرا إلى السادة قطعا ، وإلى البالغ من العبيد والإماء ظاهر ، لأن ظاهر الأمر
للوجوب ، ولا مانع منه في حقهم. وإن قيل بالتخلف لمانع في حق من يشاركهم فيه ،
وأما بالنسبة إلى من لم يبلغ فيحتمل أن يكون متوجها إلى الأولياء ويختص بهم وجوبه
، ولكن حيث كان الكلام في المميز قال شيخنا قدسسره : هو خلاف الظاهر ، ويحتمل أن يكون في الحقيقة ، واستشهد
بما في مجمع البيان ، قال الجبائي : الاستئذان واجب على كل بالغ في كل حال ، وعلى
الأطفال في هذه الأوقات الثلاثة لظاهر الآية ولما سيأتي ، ويكون هذا الوجوب مستثنى
من عدم تكليف غير البالغ للتأديب والتعليم ، أو يكون للندب بأن يكون للإشارة في
تعليم المعاشرة ، قال : وعلى كل تقدير لا شك أن فيها دلالة على كون غير البالغ
مأمورا بأمر الله مخاطبا بخطابه بوجه ، لأن الأمر إنما هو للأولياء ، وهم مأمورون
بأوامر هم فقط.« لَيْسَ عَلَيْكُمْ » أيها المؤمنون « وَلا عَلَيْهِمْ
جُناحٌ » أي إثم ولا حرج في ترك الاستئذان ، وعدم منعكم إياهم «
بَعْدَهُنَ » قيل : أي بعد الاستئذان
في هذه الأوقات الثلاثة وربما أشعر ذلك باعتبار العمل بهذا الاستئذان في غير هذه
الأوقات فتدبر.
وفي البيضاوي بعد
هذه الأوقات قال : وليس فيه ما ينافي آية الاستئذان فينسخها