نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 20 صفحه : 350
بثمان بين رجليها
مثل القدح فقال النبي صلىاللهعليهوآله لا أريكما من « أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ »
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا جلست انعطفت
أعضاؤها وتمايلت كما هو شأن المتبختر والمتجبر الفخور وقيل : المعنى أنها رشيقة
القد ليس لها انعطاف إلا إذا جلست ، وفي بعض روايات العامة إذا مشت تثنت ، ولعل
معناه تتكبر في مشيها وتتثنى فيه وتتبختر ، وفي بعض رواياتهم تبنت بالباء الموحدة
والنون ، قال في النهاية : [١] وفي حديث المخنث « إذا قعدت تبنت » أي فرجت رجليها لضخم
ركبها كأنه شبهها بالقبة من الأدم ، وهي المبناة لسمنها وكثرة لحمها وقيل شبهها
بها إذا ضربت وطنبت انفرجت ، وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرجت رجليها إذا مشت وإذا
جلست « وإذا
تكلمت غننت » وفي رواية العامة
تغنت ، قال عياض : قوله : تغنت من الغنة ، لا من الغناء أي تغني من كلامها وتدخل
صوتها في الخيشوم ، وقد عد ذلك من علامات التبختر « تقبل بأربع وتدبر بثمان » قال شارح صحيح مسلم والبغوي في شرح السنة : قال أبو عبيد :
يعني أربع عكن تقبل بهن ، ولهن أطراف أربعة من كل جانب ، فتصير ثمان تدبر بهن.
وقال المازري : الأربع التي تقبل بهن هن من كل ناحية ثنتان ، ولكل واحدة طرفان ،
فإذا أدبرت ظهرت الأطراف ثمانية ، وإنما أنث فقال : بثمان ولم يقل بثمانية ، لأن
المراد بها الأطراف ، وهي مذكرة ، وهو لم يذكر لفظ المذكر ، ومتى لم يذكره جاز حذف
التاء وإثباتها ، وفيه وجه آخر ، وهو مراعاة التوافق بينها وبين أربع.
أقول : هنا
احتمالان آخران :
أولهما ـ أن يراد
بالأربع اليدان والثديان ، يعني أن هذه الأربعة بلغت في العظمة حدا توجب مشيها
مكبة مثل الحيوانات التي تمشي على أربع ، فإذا أقبلت أقبلت بهذه الأربعة ، ولم
يعتبر الرجلين لأنهما محجوبان خلف الثديين لعظمتهما فلا يكونان مرئيين عند الإقبال
، وإذا أدبرت أدبرت بهذه الأربعة مع أربعة أخرى وهي الرجلان والأليتان ، لأن جميع
الثمانية عند الأدبار مرئية.
ويمكن استفادة هذا
الاحتمال مما ذكره ابن الأثير في النهاية [٢] ، قال : إن