برب الأرض والسماء
، ولا ييأس من رحمة الله بتأخر الإجابة فإنه يمكن أن يكون لحب صوته أو لعدم مصلحته
في وصول الحاجة إليه عاجلا ولا يستعجل في ذلك ، فإن العجلة من الشيطان وقد ذمها
الله تعالى في مواضع من القرآن.
قال الراغب :
العجلة طلب الشيء وتحريه قبل أوانه ، وهي من مقتضى الشهوة ولذلك صارت مذمومة في
عامة القرآن حتى قيل : العجلة من الشيطان ، قال تعالى :
« سَأُرِيكُمْ
آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ » [١] « وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ
» [٢] « وَما أَعْجَلَكَ عَنْ
قَوْمِكَ يا مُوسى » [٣] « أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ
» [٤] « وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ » [٥] و « قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ
بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ
» [٦] وقال « خُلِقَ الْإِنْسانُ
مِنْ عَجَلٍ » [٧] « وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً
» [٨] ومثله كثير.
ويؤيده ما رواه في
المشكاة عن مسلم عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم
يستعجل ، قيل : يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت ولم أر
يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ، ونقل الطيبي في شرحه عن بعضهم من كان له
ملالة من الدعاء لا يقبل دعاؤه لأن