المعنى لا حركة
ولا قوة إلا بمشية الله تعالى ، وقيل : الحول الحيلة والأول أشبه ومنه الحديث «
اللهم بك أصول وبك أحول » أي أتحرك ، وقيل : احتال ، وقيل : أدفع وأمنع من حال بين
الشيئين إذا منع أحدهما عن الآخر ، وقال فيه : ذكر الحوقلة هي لفظة مبنية من « لا حول ولا قوة إلا
بالله » كالبسملة من «
بسم الله » والحمد له من « الحمد لله » ، فهكذا ذكره الجوهري بتقديم اللام على
القاف ، وغيره يقول « الحوقلة » بتقديم القاف علي اللام ، والمراد بهذه الكلمات
إظهار الفقر إلى الله بطلب المعونة منه على ما يحاول من الأمور وهو حقيقة العبودية
، وروي عن ابن مسعود أنه قال : معناه لا حول عن معصية الله ، إلا بعصمة الله ، ولا
قوة على طاعة الله ، إلا بمعونة الله.
وأقول : هذا
المعنى الأخير مروي عن الباقر والصادق عليهماالسلام وقد مر في كتاب التوحيد ، وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن هذه الكلمة فقال : إنا لا نملك مع الله شيئا ولا نملك إلا ما ملكنا فمتى
ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا ، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا ، وفي القاموس :
الحول والحيل والحولة والحيلة الحذق وجودة النظر والقدرة على التصرف والحولة القوة
والتحول والانقلاب ، وقال الراغب : حالت الدار تغيرت ، والحال لما يختص به الإنسان
وغيره من أموره المتغيرة في نفسه وجسمه أو قنياته ، والحول ماله من القوة في أحد
هذه الأصول الثلاثة ، ومنه قيل « لا حول ولا قوة إلا بالله ».
وفي طرق العامة
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعبد الله بن قيس : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قال
بلى يا رسول الله قال : « لا حول ولا قوة إلا بالله » قال المازري في ضبط هذه
الكلمة خمس لغات فتح الكلمتين بلا تنوين ، ورفعهما منونتين ، و
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 213