responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 12  صفحه : 2

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إن الله عز وجل يقول : « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » قال هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء قلت إن

______________________________________________________

وقال الله تعالى في سورة المؤمن : ( وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [١] قال الطبرسي (ره) : يعني إذا اقتضت المصلحة أجابتكم وكل من يسأل الله تعالى شيئا ويدعوه فلا بد أن يشترط المصلحة في ذلك إما لفظا أو إضمارا ، وإلا كان قبيحا ، لأنه ربما كان داعيا بما تكون فيه مفسدة ولا يشترط انتفاؤها فيكون قبيحا ، وقيل : معناه وحدوني واعبدوني أثبكم عن ابن عباس ، ويدل عليه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

الدعاء هو العبادة ولما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإثابة استجابة لتجانس اللفظ.

« إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي » ودعائي « سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » أي صاغرين ذليلين.

وقال البيضاوي : ادْعُونِي اعبدوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ أثب لكم لقوله : إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي ، وإن فسر الدعاء بالسؤال كان الاستكبار الصارف عنه منزلا منزلته للمبالغة ، والمراد بالعبادة الدعاء فإنه من أبوابها انتهى.

والخبر يدل على أن المراد بها المعنى الأخير ، وضمير هو راجع إلى العبادة لكونه مصدرا أو لتذكير الخير ، وعبر عن الدعاء بالعبادة للإشعار بفضله ، وأنه من جملة العبادات وإيماء إلى أنه ينبغي أن يدعو الإنسان وإن لم تدع إليه حاجة ضرورية ، ولا يكون غرضه منحصرا في الإجابة ، بل يكون عمدة غرضه في الدعاء التقرب إليه تعالى وإطاعة أمره ، ولا يترك الدعاء مع إبطاء الإجابة.

فإن قيل : فعلى هذا يلزم وجوب الدعاء وكونه من الفرائض ، وكون تركه من الكبائر لوعيد النار عليه؟

قلت : لا استبعاد في ذلك فإن الدعاء في الجملة واجب ، وأقله في سورة الحمد


[١] المؤمنون : ٦٠.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 12  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست