كما أثنيت على
نفسك ويقال : اختار الله لنفسه أسماء لأن النفس قد تطلق ويراد بها ما وضع الله في
ذوات الأنفس من الحيوان والإنسان يدعوه إلى ما يشتهيه من مثل الأكل والشرب والجماع
، قال تعالى : ( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )[١] وقد يراد بها ذات الشيء وعينه ، تقول : اشتريت لنفسي وبنيت لنفسي ، ومثله
قولك : أخذته لنفسي وأخذت منه حق نفسي ولها معان غير ما ذكر أحدث بعضها المتفلسفون
الباحثون في النفس والعقل والروح ، وقال الراغب : النفس الروح في قوله عز وجل (
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ )[٢] وقال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ )[٣] وقوله تعالى : ( تَعْلَمُ ما فِي
نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ )[٤] وقوله عز وجل : ( وَيُحَذِّرُكُمُ
اللهُ نَفْسَهُ )[٥] فنفسه ذاته ، وهذا وإن كان قد حصل من حيث اللفظ مضاف ومضاف
إليه يقتضي المغايرة وإثبات شيئين من حيث العبارة ، فلا شيء من حيث المعنى سواه
تعالى من الاثنوية من كل وجه ، وقال بعض الناس : إن إضافة النفس إلى الله تعالى
إضافة الملك ، ويعني بنفسه نفوسنا وأضاف إليه على سبيل الملك ، انتهى.
وقيل : النفس تطلق
على الدم وعلى نفس الحيوان وعلى الذات وعلى الغيب. ومنه قوله تعالى :
« وَلا
أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ » أي في غيبك والأولان يستحيلان في حقه تعالى دون ، وقيل :
المراد بالذكر النفساني في قوله اذكر في نفسك ذكر لا يعرفه غير الذاكر ، وفي قوله :
أذكرك في نفسي ، جزاء ذلك الذكر يعني أجازيك وأرجعك لأجل الذكر ، فسمي جزاء الذكر
ذكرا وليس المراد به الذكر