نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 631
ومن سورة الطور
٧٢٧ ـ أما تعلقهم بقوله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [٢١] فى أن الابن يصير مؤمنا بايمان الأب ، وأن ذلك إذا صح فيه ، لم يتمنع أن يكون طفل الكافر كافرا بكفر أبيه فى الحقيقة ، فبعيد ، وذلك أنه ليس فى ظاهره إلا أنه ألحق ذرّيتهم بهم ، وليس فيه بيان أنهم غير بالغين ، فقد يقع هذا القول على أولاد الرجل وإن بلغوا ، ولذلك قال تعالى : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ )[١].
فإذا صح ذلك ، فالمراد : أنه تعالى ألحقهم بهم من حيث شاركوهم فى الإيمان ، فاستحقوا ما استحقوه من الثواب والجزاء ، ولذلك قال تعالى : ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ) فخبر عن الوجه الذى اتبعتهم فيه. وقد قال تعالى فى آخره :
( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ )[٢] مبينا بذلك ما ذكرناه.
٧٢٨ ـ وقوله : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ) [٣٥] هو إثبات الفاعل الخالق ، وهو المراد بالشيء المذكور ؛ لأن الدلالة قد دلت عندنا على أن الفاعل يخترع فعله ، لا أنه يفعل الفعل من شيء سواء ، فالمراد إذن ما ذكرناه.
٧٢٩ ـ وقوله : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا ) [٤٨] لا يدل على ما تقوله المشبهة ؛ لأن ذلك يوجب أن يكون له أعينا ، وليس أوّل الجمع بذلك أولى من آخره! فيوجب ذلك إثبات عيون له لا آخر لها ، وأن لا يوقف على حد لا يصح إثبات أكبر منه ، وذلك يبطل قولهم ، لأن من يصرح بالجسم منهم ، وبإثبات الجوارح ، يثبته كمثل صورة آدم ، ولا يثبت له إلا عينين. فيجب أن يكون المراد بذلك : إثباته عالما بجميع ما يحصل من العباد. وهذا كما يقال : إن هذا الشيء وقع بمرأى منى ومسمع ؛ إذا كان عالما بتفصيله.
[١] الآية : ٨٤ من سورة الأنعام. [٢] تتمة الآية السابقة ـ ٢١ ـ :[ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ. كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ].
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 631