نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 613
ومن سورة الاحقاف
٦٩٣ ـ دلالة : وقوله تعالى : ( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ) [١٢] يدل على حدث القرآن ؛ لأنه إذا كان بعد كتاب موسى ، متأخرا عنه ، فيجب أن يكون حادثا.
ومتى قال قائل : إن المراد بذلك أن من قبله إنزال كتاب موسى ، فقد زاد فى الظاهر ما ليس منه!
فإن قال : قد روى عن الرسول ، عليهالسلام : « كان الله ولا شيء ، ثم خلق الذكر ) وهو القرآن ، فكيف يجوز مع هذا أن يكون بعد كتاب موسى؟
قيل له : لا يمتنع أن يكونا جميعا مرادين بالذكر فى الخبر ، وإن كان كتاب موسى خلق قبل القرآن ، لأن الخبر لا يدفع ذلك ، فليس فى القرآن ما يوجب أن كتاب موسى حدث فى أيام موسى ، فإذا صح ذلك لم يقع فيه تناف.
ولا يمنع من صحة ذلك ما ثبت من أنه تعالى فعل القرآن ، وأنزله دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ، ثم كان ينزل على قدر الحاجة إليه [١] ؛ لأن ذلك لا تمتنع صحته
[١] أخرج الحاكم والبيهقى والنسائى ، من طريق داود بن أبى هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ، ثم قرأ : [ وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً ]. وروى عنه نحوه من طرق أخرى ، قيل إن أسانيدها كلها صحيحة. انظر الاتقان : ١ / ٦٨ ، الطبعة الثالثة سنة ١٣٦٠.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 613