نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 56
جذورها إلى ثمارها
يكفي لمعرفة أنّها آيةٌ من آياتِ علم الله ـ تبارك وتعالى ـ وقدرته وحكمته ،
وقد انحنت جميعاً وخضعت واستسلمت بتمامها وكمالها للنظام التكويني الَّذي
أحاط بها وسيطر عليها : (وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)[١].
وخلاصة القول أنّ النظام الدَّقيق في
تكوين نباتٍ من البذرة الميّتة المدفونة تحت التُّراب ، ثم صعودها
وارتفاعها نحو السّماء وتفرّعها الى الأغصان والخضرار الأوراق على الأغصان ،
وخروج ثمره خاصّة منها ، بحيث لا يخرج من بذرة الباقلاء سوى نبتة الباقلاء
، ولا يخرج من نبتة الباقلاء سوى الباقلاء ، ولا يخرج من بذرة البنفسج ،
سوى نبتة البنفسج وزهرتها ولا يخرج من حصى النخيل إلا النّخيل ولا يخرج من
النخيل سوى الْبَلَح والرّطب والتّمر ، بل لا تختلط ثمره نخلة بنخلة اُخرى ،
ولا أوراق شجرة أو ثمارها بشجرة اُخرى ، ولا زهرة نباتٍ بزهزة نباتٍ اُخرى
، وهلمّ جرّا ، كلّ ذلك وآلاف الأنظمة والقوانين الدّقيقة التي اُودعت في
الطّبيعة لهي أدلّ دليل وأسطع برهانٍ وأبْيَنُ آياتٍ على وجود الصّانع
الحكيم والقادر العليم.