نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 55
ومعرفة ، ولو وَجَدَ
فيها كلمةً مؤلَّفة من تلك الحروف ، أو كلاماً مؤلَّفاً من الكلمات ، فإنّه
بقدر ما فيها من الدّقة في التأليف والتركيب ، يؤمن ويصدّق بمدىٰ علم
المؤلّف ووعيه وثقافته ، ثم يستدلّ بذلك على مدىٰ علم القائل والمؤلّف
وحكمته ، أفهل تركيب نباتٍ من العناصر الأوّلية أقلّ أهميّة للاستدلال على
عظمة صانعه وعلمه وحكمته ، من تلك العبارات والجمل التي لا ينكر دلالتها
على علم المؤلف لها ؟!
مجرّد التأمّل في صنع شجرة وإيجاد
عروقها التي تتفرّع منها آلاف الأوراق في نظام محيّرٍ مدهش ، والقدرة التي
اُودعتْ في كلّ خليّةٍ من خلايا الورق كي تمتصّ الماء والغذاء بواسطة
الجذور من أعماق الأرض ، يكفي للإيمان بالعلم اللامتناهي والحكمة
اللامتناهية للصّانع الحكيم : (أَمَّنْ
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ
ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ
قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)[١]
، (أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ
شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ)[٢] ، (وَأَنبَتْنَا
فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)[٣].
فالتأمّل في كلّ نباتٍ وفي كلّ شجرة من