نام کتاب : كتاب السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 3 صفحه : 183
معنى قوله عليهالسلام « مات ميتة جاهلية » المراد به ان أهل الجاهليّة ما كانوا يرون الوصيّة ، فإذا لم يوص المسلم ، فقد عمل كعملهم ، وشابههم ، أو من تركها معتقدا انّها غير مشروعة ولا مسنونة ، فهذا جاحد للنّص القرآني ، حكمه حكم الكفار المرتدين.
وروي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي عليهمالسلام انه قال : من اوصى ولم يحف ، ولم يضار كان كمن صدق به في حياته [١].
وقال ما أبالي أضررت بورثتي أو سرفتهم ذلك المال [٢].
سرفتهم بالسين غير المعجمة والراء غير المعجمة المكسورة ، والفاء ، ومعناه اخطأتهم ، واغفلتهم ، لان السرف الإغفال ، والخطأ ، وقد سرفت الشيء بالكسر ، إذا أغفلته وجهلته ، وحكى الأصمعي عن بعض الاعراب ، وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فاخلفهم فقيل له في ذلك ، فقال مررت بكم ، فسرفتكم ، اى اخطأتكم واغفلتكم ، ومنه قول جرير.
أعطوا هنيدة تحدوها ثمانية
ما في عطائهم منّ ولا سرف
اي إغفال وخطأ ، أي لا يخطئون موضع العطاء ، بأن يعطوه من لا يستحق ، ويحرموه المستحق ، هكذا نصّ عليه جماعة أهل اللّغة ، ذكره الجوهري في كتاب الصّحاح ، وأبو عبيد الهروي في غريب الحديث ، وغيرهما من اللغويّين.
فامّا من قال : في الحديث « سرقتهم ذلك المال » بالقاف ، فقد صحّف ، لان سرقت لا يتعدى الى مفعولين ، الّا بحرف الجرّ ، يقال سرقت منه مالا ، وسرفت بالفاء يتعدى الى مفعولين بغير حرف الجرّ ، فليلحظ ذلك.
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام انّه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من لم يحسن وصيّته عند الموت ، كان ذلك نقصا في مروته وعقله [٣].
فينبغي للمرء المسلم ان يتحرز من خلاف الله عزوجل وخلاف رسوله
[١] الوسائل ، الباب ٥ من كتاب الوصايا ، ح ٢ ، وفي المصدر ، كمن تصدق به. [٢] الوسائل ، الباب ٥ من كتاب الوصايا ، الحديث ١ ، وفيه : « سرقتهم » بالقاف. [٣] الوسائل ، الباب ٣ ، من كتاب الوصايا ، ح ١.
نام کتاب : كتاب السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 3 صفحه : 183