نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 52
الممكن أن يوجهوه إلى الطريق الصحيح. فهؤلاء لم يكونوا على وفاق مع تعاليم بولص المبتكرة وأخبروه بذلك كلّما كان ذلك ممكنا.
وفي النهاية على أي حال ، فإنّ نوع المسيحية التي نادى بها بولص إنّما أحرز فيها النجاح بفضل شخصيّته الساحرة ، إضافة إلى حقيقة أنه وأصحابه غلبوا الحواريين الحقيقيين لعيسى في أمور مهمة كالوجاهة الاجتماعية والثروة والتعليم ، ولذلك حصل على اتباع كثيرين من بين السكان غير اليهود. فالمسيحية ـ اليهودية ، أي عقيدة حواريي عيسى ، لم تكن لها أيّة فرصة للنهوض [١].
ماذا أنجز بولص؟
بقوله إن عيسى كان إلها ، فإنّ بولص استطاع أن يتقرب إلى الجماهير غير اليهودية في عبارات كانت مألوفة لديها جيدا ، وكان نجاحه لذلك مؤكدا.إن حماسه وشخصيته الجذابة مضافين إلى استعداده التام ليضع حلاً توفيقيا بين الرسالة الحقيقية لعيسى وبين العقائد الوثنية ، قد قادته لأن يخلع صفة «البُنوة الالهية» على عيسى.
وهذه عقيدة مشكوك فيها على أحسن الفروض ، لأن «البُنوة» تصف شخصا قد خُلِق ، بينما «الالهية» تصف كائنا أزليا في طبيعته.
وفي وقت لاحق فإن قادة الكنيسة فكروا بطريقة أنيقة يُنهون بها هذا اللبس بقولهم إن عيسى كان هو اللّه ـ مجسدا على هيئة انسان ـ وهو كائن أزلي اختار أن يصبح إنسانا في رحم مريم. أي إن عيسى ـ بكلمة أخرى ـ له طبيعتان : إلهية وبشرية ، وقد تم اتحادهما في شخص واحد. وربما كانت نية