نام کتاب : في مقارنة الأديان نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 20
المسالك التي تريد ، لتنسب إليه كل شرّ يقع بين بني البشر نسبةً مباشرة.
لكن هذا الفاعل للشر ، والذي لا يتخلف فعله ، هو في الوقت نفسه محتاج لكي يطلع على أحوال البشر إلى كل أدوات الاطلاع الطبيعية التي يحتاج إليها الانسان نفسه!
وكأنهم بنسبتهم هذه الأفعال الى اللّه تعالى وبهذه الطريقة الفجة ، إنما يريدون أن يوفّروا لأنفسهم الرضا والقناعة بأن التشرذم والشتات الذي أصاب بني إسرائيل إنما هو من فعل اللّه وحده ، وبهذه الأساليب المباشرة ، والتي يكون بعضها نتيجة «حسد» اللّه تعالى شأنه لعباده على ما يراهم عليه من قوة ومجد وتماسك!!
٤ ـ يعقوب يصارع اللّه!!
يقول العهد القديم : إن يعقوب صارعه انسان إلى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر على يعقوب ضرب على فخذه فانخلع!
وقال الإنسان ليعقوب : أطلقني!
قال : لا اُطلقك إن لم تباركني!
فقال ليعقوب : لا يدعى اسمك يعقوب ، بل «يسرائيل» أي يجاهد اللّه! لأنك جاهدت مع اللّه ومع الناس وقدرت!!
وسأله يعقوب عن اسمه ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك ، فدعا يعقوب اسم المكان : «قنئيل» أي وجه اللّه! قائلاً : لأني رأيت الاله وجوها لوجوه ، ونجيت نفسي!! [١]