بقدرته ، وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم ، إن اللّه تبارك اسمه ، وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سببا لا حقا ، وأمرا مفترضا أوشج به الأرحام ، وألزم الأنام ، فقال عز من قائل : ( وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) فأمر اللّه تعالى يجرى إلى قضائه ، وقضاؤه يجرى إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ، ( يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ ) ثم إن اللّه عز وجل أمرنى أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علىّ بن أبى طالب فاشهدوا أنى قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على بن أبى طالب ، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : إنهبوا فنهبنا فبينا نحن ننتهب إذ دخل على عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم فتبسم النبى صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم فى وجهه ، ثم قال : إن اللّه أمرنى أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول اللّه ، قال أنس : فقال النبى صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم : جمع اللّه شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيرا طيبا قال أنس : فو اللّه لقد أخرج منهما كثيرا طيبا ( قال ) أخرجه أبو الخير القزوينى الحاكمى.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ٨٤ وص ٨٥ ) عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلانى فى لسان الميزان وقال : أخرجه ابن عساكر ( وفى ص ٩٧ ) باختلاف فى اللفظ وقال : أخرجه أبو على الحسن بن شاذان ، وذكره علىّ بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج ٥ ص ٥٧٤ ) فى الشرح.