وقد أخبرنا
الأنبياء والمرسلون وأئمّة الدين القويم بذلك الإمام الهمام ، الّذي نعتته بعض
الأديان بالمنقذ والمصلح ، وهو ما يشير إلى أنّ البشريّة على مختلف مشاربها
ومساربها بحال الترقّب لسطوع شمس العدل والإيمان ؛ وهناك مسألة قد شغلت أذهان
الكثير من الناس تدور حول زمان تحقّق الوعد الإلهي في إظهار دين الله على الدين
كلّه ، وإذن الظهور للإمام المنقذ الحجّة المنتظر ليملأ الأرض قسطا وعدلا ، ( وَما
تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ )[١].
أقول : يعدّ البحث
في موضع المنجي المنقذ المخلّص من البحوث المهمّة جدّا الّتي شغلت عقول وأفكار
الكثير من العلماء والمحقّقين والباحثين ، كلّ حسب تخصّصه ، فحفلت المكتبة
الإنسانيّة بالعديد من المؤلّفات الّتي طرقت باب البحث بأدلّة نقليّة وعقليّة ،
فتناولت معرفة جوانب شخصيّة القائد المنتظر ، وعلّة غيبته وانتظاره ، وما على
المنتظرين من واجبات ، كما أشارت إلى العلامات الّتي ستحصل قبل ظهوره المبارك وما
سيقع منها أثناء ظهوره ، مضافا إلى تبيان كيفيّة الأساليب المضادّة التي يتوسّل
بها الجبابرة والطغاة والمعاندين لإطفاء نور الله! ( يُرِيدُونَ أَنْ
يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ )[٢]. وتطرّقت تلك البحوث أيضا إلى الإرهاصات السياسيّة
والاجتماعيّة والعقائديّة الّتي ستكون في تلك الفترة ، وما سيقوم به قائد البشريّة
وحجّة الله على خلقه لإقرار القسط والعدل وإقامة الحقّ وإزهاق الباطل في كافّة
ربوع المعمورة.
ومن بين تلك
المؤلّفات ، كتاب : « سرور
أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب