لو تفحّصنا
التاريخ ورأينا ما فعلته الأيّام بأهل الحق من بني آدم من ظلم وعدوان وتجاوز
وطغيان ، المتجاوز لحدّ المألوف في كثير من الأحيان ، لعلمنا مدى فداحة الخطر
الجاثم على البشريّة جمعاء إذ لم يخلص من مخالب أخطبوط الغدر والخيانة حتّى أشرف
الخلائق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين!
وقد أرتنا صفحات
التاريخ أنّ صاحب الحقّ والداعي إليه متّهم أمام أصحاب النزوات النفسانيّة
والرغبات الماديّة الآنيّة الزائلة ، ولذلك استمرّ مسلسل الغدر والخيانة بملاحقة
الخيرة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبقي أهل بيته عليهمالسلام ومن سار على نهجهم القويم وصراطهم المستقيم عرضة لتلك
السهام الخائبة ، وستبقى الدنيا على هذه الوتيرة ، ولن تستقرّ البشريّة إلاّ بظهور
قائم آل محمّد عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، فيملؤها قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما
وجورا ، على ما جاء في الأحاديث النبويّة الشريفة ورواية أئمّة الهدى وسبل النجاة
، وعندها سيتمّ التحرّر من نير الظلم وقساوة البؤس ومرارة الحرمان ، ليعمّ العدل
كلّ ربوع العالم ، فتسعد البشريّة بالحياة السعيدة الهنيئة.