بالعقود)[١] عدم الاعتبار ، كما اكد السيد اليزدى على ذلك[٢].
٢ ـ وأمّا الوجه فى عدم صحة شركة الأبدان ، فواضح على رأى المشهور المعتبر للامتزاج فى صحة عقد الشركة ، فإنه مفقود فيها.
وأمّا بناءً على عدم اعتباره ، فقد قيل فى وجه عدم الصحة : إن ربح العمل المستقبلى معدوم حين العقد ، وتمليك المعدوم أمر غير عقلائى وتحتاج صحته الي قيام دليل خاص عليه ، وهو مفقود.[٣]
وبنفس هذا البيان يمكن توجيه بطلان شركة الوجوه والمفاوضة ، فإن المزج ـ بناءً على اعتباره ـ مفقود ، وبناءً على عدمه يكون المورد من موارد تمليك المعدوم ، فإن ربح مايشترى فى الذمّة أو الفوائد المستقبلية التى تحصل من خلال الإرث أو الوصية ونحوهما مفقود حين اجراء عقد الشركة ، وتمليك ذلك تمليك للمعدوم.
٣ ـ وأمّا اعتبار الايجاب والقبول فى الشركة العقدية الصحيحة ، فلأن ذلك لازم افتراض كونها عقداً.
ويكفى كلّ ما يدلّ عليهما ، كقول أحدهما : تشاركنا مع قبول الآخر. بل لايبعد الاكتفاء بالمعاطاة ، كما لو مزج المالان بقصد الاشتراك فى التجارة وما يترتب عليها من ربح أو خسارة ، فإنه بعد صدق العقد بذلك يشمله عموم قوله تعالي : (أوفوا بالعقود).[٤]
وأمّا اعتبار البلوغ وبقية الشروط ، فلأن ذلك من الشرائط العامة فى كلّ عقد.
[١] سورة المائدة : ١. [٢] العروة الوثقي ، كتاب الشركة ، مسألة ٤. [٣] مبانى العروة الوثقي ، كتاب الشركة : ٢٤٥. [٤] سورة المائدة : ١.