نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 191
أنْ يجتمع بيزيد
فيحبّذ له الخلافة حتّى يتوسّط في شأنه إلى أبيه. والتقى الماكر بيزيد فأبدى له
الإكبار ، وأظهر له الحبّ ، وقال له :
قد ذهب أعيان محمّد وكبراء قريش وذوو
أسنانهم ، وإنّما بقى أبناؤهم وأنت مِنْ أفضلهم وأحسنهم رأياً ، وأعلمهم بالسُنّة
والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أنْ يعقد لك البيعة؟!
وغزت هذه الكلمات قلبَ يزيد ، فشكره
وأثنى على عواطفه ، وقال له : أترى ذلك يتمّ؟
ـ نعم.
وانطلق يزيد مسرعاً إلى أبيه فأخبره
بمقالة المغيرة ، فسرّ معاوية بذلك وأرسل خلفه ، فلمّا مَثُلَ عنده أخذ يحفّزه على
المبادرة في أخذ البيعة ليزيد قائلاً : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان مِنْ
سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان ، وفي يزيد منك خَلَفٌ فاعقد له ؛ فإنْ حدثَ بك
حدثٌ كان كهفاً للناس ، وخَلَفاً منك ، ولا تُسفكُ دماءٌ ، ولا تكون فتنةٌ.
وأصابت هذه الكلمات الوتر الحساس في قلب
معاوية ، فراح يخادعه مستشيراً في الأمر قائلاً : مَنْ لي بهذا؟
ـ أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل
البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يُخالف.
واستحسن معاوية رأيه فشكره عليه ، وأقرّه
على منصبه ، وأمره بالمبادرة إلى الكوفة لتحقيق غايته. ولمّا خرج مِنْ عند معاوية
قال لحاشيته : لقد وضعت رِجْلَ معاوية في غرزٍ بعيد الغاية على أُمّة محمّد (صلّى
الله عليه وآله) ،
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 191