هذه بعض نزعات يزيد واتجاهاته ، وقد
كشفت عن مسخه وتمرّسه في الجريمة ، وتجرّده مِنْ كلّ خُلُقٍ قويم. وإنّ مِنْ مهازل
الزمن وعثرات الأيّام أنْ يكون هذا الخليعُ حاكماً على المسلمين ، وإماماً لهم.
دعوةُ المغيرة لبيعة يزيد :
وأوّل مَنْ تصدى لهذه البيعة المشؤومة
أعورُ ثقيف المغيرة بن شعبة ، صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام [٢] ، وقد وصفه (بروكلمان) بأنّه رجلٌ
انتهازي ، لا ذمة له ولا ذمام [٣]
، وهو أحد دهاة العرب الخمسة [٤]
، وقد قضى حياته في التآمر على الأُمّة ، والسعي وراء مصالحه الخاصة.
أمّا السبب في دعوته لبيعة يزيد ـ فيما
يرويه المؤرّخون ـ فهو أنّ معاوية أراد عزله مِن الكوفة ليولّي عليها سعيد بن
العاص [٥] ، فلمّا
بلغه ذلك سافر إلى دمشق ليقدّم استقالته مِن منصبه حتّى لا تكون حزازة عليه في
عزله ، وأطال التفكير في أمره ، فرأى أنّ خير وسيلة لإقراره في منصبه