نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 142
عن إراقة دم عثمان ،
فلم يشك الرجل في صدقهم ، فانبرى إلى معاوية وهو يقول له :
يا معاوية ، أين الناس؟ ألا إنّ علياً
قتل عثمان. والله إنْ بايعت لنخرجنّك مِن شامنا ولنقتلنّك. فقال معاوية مخادعاً له
:
ما كنت لاُخالف عليكم ، ما أنا إلاّ رجل
من أهل الشام [١].
بمثل هذا الخداع والبهتان أقام دعائم
سلطانه ، وبنى عليه عرش دولته.
٣ ـ ومن ألوان خداعه لأهل الشام أنّه
لمّا راسل الزعيم قيس بن سعد يستميله ويمنيه بسلطان العراقيين وبسلطان الحجاز
لِمَنْ أحبّ مِن أهل بيته إنْ صار معه ، فردّ عليه قيس بأعنف القول ، فأظهر معاوية
لأهل الشام أنّه قد بايع ، وأمرهم بالدعاء له ، واختلق كتاباً نسبه إليه وقد قرأه
عليهم ، وهذا نصّه : أمّا بعد ، إنّ قتل عثمان كان حدثاً في الإسلام عظيماً ، وقد
نظرت لنفسي وديني فلمْ أرَ بوسعي مظاهرة قومٍ قتلوا إمامهم ، مسلماً محرماً ، براً
تقيّاً ، فنستغفر الله لذنوبنا. ألا وإنّي قد ألقيت لكم بالسّلام ، وأحببت قتال
قتلة إمام الهدى المظلوم ، فاطلب منّي ما أحببت مِن الأموال والرجال أعجّله إليك [٢].
وبهذه الأساليب المنكرة خدع أهل الشام ،
وزج بهم لحرب وصيِّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وباب مدينة علمه.
٤ ـ لقد كان الخداع من ذاتيّات معاوية ،
ومن العناصر المقوّمة لسياسته ، وقد بهر ولده يزيد حينما بويع ، وكان الناس
يمدحونه ، فقال لأبيه :