نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 3 صفحه : 141
وهدمت هذه السياسة قواعد العدل
والمساواة التي جاء بها الإسلام ؛ فإنّه لمْ يفرّق بين المسلمين ، وجعلهم سواسية
كأسنان المشط.
سياسةُ الخداع :
وأقام معاوية دولته على المخاتلة
والخداع ، فلا ظل للواقع في أي تحرّك مِن تحركاته السياسية ، فما كان مثل ذلك
الضمير المتحجّر أنْ يعي الواقع أو يفقه الحقّ ، وقد حفل التاريخ بصور كثيرة مِن
خداعه ، وهذه بعضها :
١ ـ لمّا دسّ معاوية السمّ إلى الزعيم
الكبير مالك الأشتر أقبل على أهل الشام فقال لهم : إنّ علياً وجّه الأشتر إلى مصر
فادعوا الله أنْ يكفيكموه. فكان أهل الشام يدعون عليه في كلّ صلاة ، ولمّا أُخبر
بموته أنبأ أهل الشام بأنّ موته نتج عن دعائهم ؛ لأنّهم حزب الله ، ثمّ همس في
أُذن ابن العاص قائلاً له : إنّ لله جنوداً مِن عسل [١].
٢ ـ ومِن خداع معاوية وأضاليله أنّ جرير
البجلي لمّا أوفده الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية يدعوه إلى بيعته ، طلب معاوية
حضور شرحبيل الكندي ، وهو مِن أبرز الشخصيات في الشام ، وقد عهد إلى جماعة مِن
أصحابه أنْ ينفرد كلّ واحد منهم به ، ويلقي في روعه أنّ علياً هو الذي قتل عثمان
بن عفان.
ولمّا قدم عليه شرحبيل أخبره معاوية
بوفادة جرير وأنّه يدعوه إلى بيعة الإمام ، وقد حبس نفسه في البيعة حتّى يأخذ رأيه
؛ لأنّ الإمام قد قتل عثمان. وطلب منه شرحبيل أنْ يمهله لينظر في الأمر ، فلمّا
خرج التقى به القوم كلّ على انفراده ، وأخبروه أنّ الإمام هو المسؤول