نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 2 صفحه : 268
ولم تأخذ لنفسك
وثيقة ، وعهدا ظاهرا ، أعطاك أمرا فيما بينك وبينه ، ثم قال : ما قد سمعت ، والله
ما أراد بها غيرك ».
فقال له الامام :
« ما ترى؟ »
« أرى أن ترجع الى
ما كنت عليه ، فقد كان نقض ما بينك وبينه »
فانبرى إليه
الإمام مبينا له أن المصلحة كانت تقضي بالصلح قائلا :
« يا مسيب ، إني
لو أردت ـ بما فعلت ـ الدنيا لم يكن معاوية بأصبر عند اللقاء ، ولا أثبت عند الحرب
مني ، ولكني أردت صلاحكم ، وكف بعضكم عن بعض » [١].
وأعرب الإمام (ع)
في حديثه أنه لو كان من طلاب الدنيا وعشاق الملك والسلطان ما كان معاوية بأصبر منه
، ولا أثبت في الحرب ، ولكن الانتصار عليه يتوقف على الاعتماد على الطرق التي لا
يقرها الدين كالمواربة والمداهنة والخداع وما شاكل ذلك ، ولكنه (ع) أبى أن يسلك
ذلك وسار على خطة أبيه الداعية الى ملازمة الحق والعدل ، ومتابعة الشرع.
٤ ـ مالك بن ضمرة :
ودخل على الإمام
مالك بن ضمرة [٢] فتكلم معه بكلام مرّ كان في
[٢] مالك بن ضمرة
الضمري : كان معروفا بسعة العلم والفضل ، وكان ملازما للصحابي العظيم أبي ذر ، وقد
أدرك النبي (ص) ، ولمّا حضرته الوفاة أوصى بسلاحه الى المجاهدين من بني ضمرة ،
واشترط عليهم أن لا يقاتلوا به أهل البيت (ع). فقال له أخوه : يا أخي عند الموت
تقول هذا؟ فقال له : هو ذاك ، ولما أقبل سيد الشهداء الى العراق وخرج أهل الكوفة
لقتاله ، جاء أحد أعوان ابن زياد الى موسى بن مالك مستعيرا منه رمح أبيه ليقاتل به
ريحانة ـ
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 2 صفحه : 268