نام کتاب : حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف نویسنده : جليل تاري جلد : 1 صفحه : 87
بدراً واُحداً والخندق ، فكانوا علىٰ تجربةٍ عسكريةٍ عالية ، ورغم كل ذلك قدّم النبي اُسامة ليكون قائداً لهم ، وأمرهم بطاعته ، فكان هذا الاختيار رسالةً عظيمةً وواضحةً لجميع المسلمين ؛ لتحذّرهم من مغبّة التشكيك في خلافة عليٍّ 7 وعدم طاعته بذريعة صغر السنّ.
واعترض البعض على اختيار اُسامة ، فغضب النبي واعتلىٰ المنبر ، فذكّرهم بجدارته [١] ، وعندما توفّي 9 طلب عمر من أبي بكر عزل اُسامة عن قيادة الجيش ، ولكنّ أبا بكر أخذ بلحيته وقال له : ثكلتك اُمّك وعدمتك يابن الخطاب ، استعمله رسول الله 9 وتأمرني أن أنزعه ؟! [٢].
ولم يستطع الطامعون في الخلافة والزعامة الالتحاق بجيش اُسامة ، فعمدوا إلىٰ وضع العثرات في طريقة والعمل على تأخير حركتهُ وعندما شعر اُسامة بما عليه هؤلاء جاء إلى النبيّ وطلب منه أن يمكث أياماً إلى أن يعافيه الله تعالى ، فقال له النبي : « اخرج وسِر على بركة الله ». ولكن اُسامة كان يتذرّع بمرض النبي ، والنبي يكرّر أوامره بالرحيل ، ليقول في آخر المطاف : « انفذ لِما أمرتك به ». ثم اُغمي على رسول الله 9 ، فلمّا أفاق سأل عن اُسامة والبعث وقال : « أنفذوا بعث
[١] السيرة النبوية ٤ : ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٩٠ و ٢٤٩. [٢] تاريخ الطبري ٣ : ٢٢٦.
نام کتاب : حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف نویسنده : جليل تاري جلد : 1 صفحه : 87